الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

المعاصي سبب هلاك الأمم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن وآله....وبعد
فإن المتأمل في العقوبات التي عاقب الله بها الأمم السابقة ،
 يجد أنها جميعاً بسبب ذنوبهم ومعاصيهم ، قال تعالى:
{فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبه فَمنْهُم مَّنْ أرْسَلْنَا عَلَيْه حَاصِباً ومِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ
وَمِنْهُم مَّنْ خَسـَفْنَا بِهِ الأرْضَ ومِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا}
فليس في الدنيا والآخرة شرٌ وداء إلاَّ سببه الذنوب والمعاصي .
.فما الذي أخرج الأبوين من الجنة،دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور ؛
 إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
.وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه،ومسخ ظاهره وباطنه،
فجعل صورته أقبح صورة وأبشعها،وباطنه أقبح من صورته وأشنع؟
.وما الذي أغرق أهل الأرض -في زمن نوح عليه السلام-حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟!
.وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية؟!
.وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم من أجوافهم وماتوا
 عن آخرهم؟!
.وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم،ثم قلبها عليهم،
فجعل عاليها سافلها،فأهلكهم جميعاً،ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم،
فجمع لهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم؟!
.وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل،
فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟!
.وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر،ثم نُقلت أرواحهم إلى جهنم،
فالأجساد للغرق،والأرواح للحرق؟!
.وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله الأرض؟!
.وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميرها؟!!!
*وما الذي سلط بعضنا على بعض،حتى أصبح التقاتل بين المسلمين شيئاً مألوفاً لايستغرب؟!
*وما الذي أعاد الكرّة علينا حتى اغتصب اليهود ديارنا وأموالنا ومقدساتنا،
وأعملوا فينا الذبح والقتل والتنكيل،فأصبحنا أمة ذليلة بعد أن كنّا خير أمة أخرجت للناس؟
أليست هي ...
الذنوب والمعاصي؟
*عن جبــير بن نفير قال:لمّا فُتحت قبرص فرق أهلها-أي خافوا وفزعوا-
فبكى بعضهم إلى بعض،فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي
فقلت:يا أبا الدرداء  مايبكيك في يوم أعزا لله فيه الإسلام وأهله؟
فقال:ويحك يا جبير!ما أهون الخلق على الله-عز وجل-إنهم أضاعوا أمره،
بينما هي أمة قاهرة ظاهرة،لهم الملك،تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى !!
نعم أيه الأخوة ما أهون الخلق على الله تعالى إنهم أضاعوا أمره،
يبدل حالهم من العز إلى الذل،ومن الغنى إلى الفقر،
ومن القوة والبأس والسلطان إلى الضعف والمهانة والانهزام.
فلنحذر من بأس الله وغضبه،وتحول عافيته،وفجاءة نقمته،
فإن الله تبارك وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،قال سبحانه:
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَم يَكُ مُغَيِّراً نِعْـمَةً أنْعَـمَهَا عَلَى قَـوْمٍ حَـتَّى يُـغَـِّرُوا مَا بِأَنفـُسِهِم}
وقال-وهو أصدق القائلين-:
{لَئِن شَكَرتم لأزيدنَّكم ولئن كفرْتُم إنَّ عَذابِي لـشَديـدٌ} 
أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من أهل طاعته وكرامته،
وأن يصرف عنّا معصيته ومخالفته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،
 وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق