الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

فوائد المحن


قد ينظر الإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن
فينظر إلى آلام المخاض وينسى فرحة الميلاد
إن الذهب حينما يستخرج خاماً لابد أن يوضع في النار
                    حتى ينقى من الشوائب ويصير ذا قيمة
                             كذالك المحن تعمل بالمسلم
يقول الله تبارك وتعالى:
 { وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ }
(آل عمران: 141).
أنها تظهر الصديق من العدو وتعرف الإنسان محبيه
 من مبغضيه فيظهرون وقت الشدة،   
أما المحب فيقف بجانبك منصفاً
أما المبغض فيقف ورائك شامتا
والشّماتة ليست من خلق المسلم وفي الأثر
 "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"،
وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر،
 والمبغضون يبحثون لك عن عثرة،
والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل...
وفي النهاية من المحن تأتي المنح.
 ومن فوائد المحن:
أنها تؤدي إلى مراجعة النفس ومعرفة مسارها ومن
 أين جآءت
فيصحح الإنسان مساره ويقاوم عيوبه فيصبح 
شخصاً آخر
 يقرب الحق ولا يعاند بالباطل ،
فيقر بخطئه ويعترف بذنبه ويتوب إلى ربه ،
وإن هذا المثل كمثل رجل عند ولده فهو يحبه
 لكنه يجده يخطئ ويتنكب الطريق ،
ومازال يتنكب حتى يخشى عليه من العثرات
 فهو من فرط حبه له، وإشفاقه عليه،
يقسوا عليه ويلزمه بأمور شديدة حتى يصنع منه رجلاً ،
أنها تعرف الإنسان قدر النعمة التى هو فيها فيشكر الله عليها ويحافظ عليها،
 إذ النعم منسيّة فإذا فقدت عُرفت،
فيجتهد بالحفاظ على النعم بطاعة الله وإتقان العمل،
 وسد الثغرات وإصلاح النية.
ومن فوائد المحن:
أنها تخرج الطاقات الكامنة فتظهر قدرة الإنسان
 الحقيقية

 ،

وتعوده الجد بعد أن تعود الكسل ، والنشاط بعد الخمول ،
 والعمل لدين الله بعد أن أخذت الدنيا مجامع قلبه...
فمن 
المحن 
تأتي
 المنح .
أنها تعرف الإنسان حقيقة الدنيا، وأنها بين لحظة وأخرى
تنقلب على صاحبها،
ألا فليعمل لله فهو ضمان الفوز، ولا يشغل نفسه بالرزق
والدنيا فهى آتية لا محالة.
ومن فوائد المحن:
أنها تكفر الذنوب وتقرب من رب العباد
وفي الحديث:
 "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض ولا خطيئة له".
ومن فوائد المحن:
أنها تكسر القلب لله ، وتزيل الكبر من النفس
 فيعود
 العبد ذليلاً بين يدى الله تعالى
وحينئذٍ يعود القلب قريباً من الله، بعيداً عن الشيطان.
روى الإمام أحمد في كتاب
(الزهد)،
أنها تجعل بين الإنسان وبين الخطأ والزلل حاجزاً نفسياً عميقاً،
فلا يقع فيه مرة أخرى وتجعله يتخذ بعده سبيلا يرفعه ولا يخفضه،
 يعزه ولا يذله.
ومن فوائد المحن :
أن الإنسان يحب من كان سببا في تنبيهه من غفلته،
فلولا أن الله سخره لبقي التراب على السطح
ولظل المعدن مدفوناً في الشوائب  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق