الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

أفكار دمرت العالم الاسلامي


أفكار دمرت العالم الاسلامي

تمهيد :

ليست المآسي التي أصابت العالم الإسلامي 
 محصورة فقط بالعدوان المسلح أو الاحتلال أو هيمنة الأعداء، وليس الضعف الذي أصاب المسلمين مقصور فقط على ضعف الأبدان أو البلدان، وليست أسباب الذلة والهوان ناتجة فقط عن تمزق أراضي المسلمين وتفتتها..وليست الحروب فقط في ساحة الميدان بالسيف أو الرصاص، بل هناك حرب العقول والأفكار، وهناك عدوان الثقافات والمفاهيم.

لقد أصاب المسلمين الكثير من سهام الغزو الثقافي الخارجي، وهي من الأسباب الرئيسية التي مهدت لانهيار العالم الإسلامي وخضوعه للغرب منذ مئات السنين.

وفيما يلي نبذة مختصرة عن بعض سهام الغزو الثقافي الغربي التي نفذت إلى عقول وقلوب المسلمين حتى أصبحوا كالأموات لا يعي الكثيرون من حياتهم إلا بقدر ما ترجوه نزعات النفوس التي دمرتها تلك الأفكار.
والهدف من هذه المقالة التذكير بأخطار أخرى كثيراً ما نتجاهلها مع علمنا بخطورتها، وكثيراً ما نركز على المآسي المادية ولا نربطها بتلك الثقافات الغازية التي تعد دافعاً رئيسياً لدى الأعداء نحو هدم الإسلام، كما تعد سبباً رئيسياً لدى المسلمين في السكوت عما يحصل يتعرضون له.

الليبرالية


الليبرالية (
LIBERALISME) كلمة ليست عربية، وترجمتها (الحرية)، جاء في الموسوعة الميسرة:
"الليبرالية: مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي"..ولها تعريفات مرتكزها: الاستقلالية، ومعناها: التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي، سواء كان دولة أم جماعة أم فردا، ثم التصرف وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها، والانطلاق والانفلات نحو الحريات بكل صورها: مادية، سياسية، نفسية، ميتافيزيقية (عَقَدِيّة).

وقد عرف (جان جاك روسو) الحرية الخُلقية ـ كما يسميها ـ فقال: "الحرية الحقة هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا"..فهي – بحسب هذا المفهوم - عملية انكفاء على الداخل (النفس)، وعملية انفتاح تجاه القوانين التي تشرعها النفس.. فالانكفاء على الداخل تمرد وهروب من كل ما هو خارجي، والانفتاح طاعة القوانين التي تشرعها النفس من الداخل.

.والليبرالية كنظرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع لم تتبلور على يد مفكر واحد، بل أسهم عدة مفكرين في إعطائها شكلها الأساسي..ففي الجانب السياسي يعتبر (جون لوك) ـ  1632م-1704م ـ أهم وأول الفلاسفة إسهاماً..وفي الجانب الاقتصادي (آدم سميث) ـ 1723م-1790م.
وكذلك كان لكل من (جان جاك روسو) ـ 1712م-1778م ـ و(جون ستيوارت مل) إسهامات واضحة..وقد تقدم أن الليبرالي مذهب قضيته الإنسان، وعلى ذلك فكل المذاهب التي اختصت بهذا القضية كان لها إسهام واضح في تقرير 

مبادئ الليبرالية:

- فالعلمانية تعني فصل الدين عن السياسة،
 كما تعني فصل الدين عن النشاط البشري بعامة، وعلى مثل هذا المبدأ يقوم المذهب الليبرالي في كافة المجالات: السياسية، والاقتصادية، والفكرية، بل لا تكون الدولة ليبرالية إلا حيث تكون العلمانية، ولا تكون علمانية إلا حيث تكون الليبرالية.

- والعقلانية تعني الاستغناء عن كل مصدر في الوصول إلى الحقيقة،
 إلا عن العقل الإنساني، وإخضاع كل شيء لحكم العقل، لإثباته أو نفيه، أو معرفة خصائصه ومنافعه، والعقل المحكّم هنا هو عقل الإنسان، وهكذا تقوم الليبرالية على مزاعم بأن العقل الإنساني بلغ من النضج العقلي قدراً يؤهله أن يرعى مصالحه ونشاطاته الدنيوية، دون وصاية خارجية، والوصاية الخارجية هنا يأتي من بينها الدين.

- والنفعية تجعل من نفع الفرد والمجتمع مقياساً للسلوك،
 وأن الخير الأسمى هو تحقيق السعادة لأكبر عدد من الناس، والمقصود هنا أن يتحول الإنسان إلى آلة للاستهلاك فقط، لا تهتم بالجانب الروحي، أي أنه أشبه بالكائنات البهيمية، حيث يسعى لتحقيق رغبات النفس، والله تعالى قد وصف النفس بأنها أمارة بالسوء.

وهكذا فكل هذه المذاهب وغيرها كان لها نصيب في صياغة المذهب الليبرالي، وهذه نتيجة طبيعية لمشكلة كان يعانيها كل المفكرين الغربيين الذين كانوا يتعرضون لانتهاكات الكنيسة، فبحثوا عن بديل يبعدهم ويبعد مجتمعاتهم عن ديكتاتورية الكنيسة، فلم يجدوا إلا الخروج عن كل ضابط ديني وأخلاقي.

ولم يتفق صناع الليبرالية والمنظرين لها على تعريف يحدد بوضوح منهجها، لكنهم أجمعوا على وصفها بالحرية المطلقة ولا يكاد يتفق فردين من أتباعها على سقف محدد لحريتهما، إذ إنهم يرون أن لكل فرد منهم أن يحدد سقف حريته الشخصية بما يراه.

والحرية المطلقة المقصودة كما يروج لها صناع الليبرالية عبر تاريخها هي التحرر من كل القيود سواء كانت دينية أو سياسية أو غير ذلك من القيود المفروضة على حرية الفرد..حتى أن بعض أتباع الليبرالية رفض الديمقراطية بحجة أنها صوت الأغلبية مما يحد من حرية الأقلية.

فإذا عجز الليبراليون أنفسهم عن تعريف مذهبهم . فلم يعجز شرع الله سبحانه عن تعريف من يدعو للتحرر من أحكام شرعه بحجة الحرية الشخصية المطلقة قال الله تعالى : } أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{ الجاثية آية23.
فمن يرى أن متطلبات حريته الشخصية مهيمنة على ما شرع الله من أحكام وأوامر ونواهي فهذا تأليه للهواء واتباعاً للشيطان، الذي قطع عهدا على نفسه بأن يغوي بني آدم إلا من اخلص منهم العبادة لله وحده.

وبحسب مفلح عشق المنفوري ينقسم دعاة الفكر الليبرالي إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول : يؤمن بهذا الفكر جملة وتفصيلاً ويدعي أنه المنقذ الوحيد للبشرية والطريق الصحيح لتقدمها، وينبذ كل ما سواه من أفكار وتشريعات ومعتقدات مدعياً أنها تحد من حرية الفرد.
القسم الثاني: فئة مغرر بها من قبل القسم الأول مصدقة لكثير مما يطرح من فكر منفذة لأجندته لا ترى إلا ما يرى بحثاً عن تحقيق أهدافه (المزعومة).
القسم الثالث: فئة تعرف أن هذا الفكر باطل جملة وتفصيلاً، لكن هذا لا يعني لها الشيء الكثير فهي تتبع أصحاب الصوت المرتفع، طالبة للشهرة والمال أين كان مصدرهما فهي تركب كل مطية توصلها لمبتغاها ولو على حساب معتقدها وقيمها.

ونجح هذا الفكر كثيرا في الغرب؛ مما شجعهم على اتخاذه سلاحاً لتنفيذ مخططاتهم في البلدان الإسلامية..إلا أن العائق الوحيد الصامد أمام هذا التيار هو دين الإسلام، وذلك لقوة منهجه وترسخه في نفوس متبعيه وبلاغة حجته، ولا ريب فهذا شرع الله تكفل بحفظه سخر لنصرته من يشاء من عباده.
فعلم القوم أن المواجهة مع الدين الإسلامي مباشرة، مواجهة خاسرة لا محالة، فما كان منهم إلا المكيدة بأتباعه ليهدموا دينهم بأيديهم..واتخذوا لتنفيذ هذا النهج طرائق وأساليب عدة تتفاوت قوتها ودرجات نجاحها بتفاوت القدرة والفرصة المتاحة لمنفذيها.

ومن أول المكائد:

الادعاء بأن الصراع صراع بين التيار الليبرالي والتيار الإسلامي، مدعين أن الهدف ليس الإسلام ولكن التيار الإسلامي وهذا الادعاء يعد من أقوى الإستراتيجيات لدعاة هذا الفكر، فهم عندما يصورون الصراع على أنه بين تيارين يريدون بذلك ما يلي:

1ـ إيهام المسلمين أن المقصود تيار معين وليس المسلمين والإسلام.
2ـ الإبقاء على خط الرجعة مفتوح في أي لحظة وذلك عندما تضعف حجتهم أمام الدليل الشرعي بدعوى أنهم لا يعارضونه ولكن يعارضون طريقة التيار المنفذ له.
3ـ كسب تعاطف أكبر عدد من العامة الذين لا يعلمون حقيقة الموجهة..وللأسف الشديد – كما يقول مفلح المنفوري - فقد نجحت هذه المكيدة إلى حد كبير، فلم ينتبه بعض المواجهين لفكر التيار الليبرالي لخطورة هذه المكيدة.

فعندما يوضح مفتي عام المملكة للمسلمين خطورة ما تبثه بعض القنوات من مفاسد تضر بالعقيدة والأخلاق ، ترتفع أصوات الليبراليين مدعين أن التيار الديني هو الذي يرفض ما يعرض في هذا القنوات،
 والحق أن الدين الإسلامي هو الذي يحرم كل ما يضر بمعتقد وأخلاق المسلم، وليس هذا فكر تيار ديني (كما يزعمون) بل شرع الله الحكيم.
وقد ألصق الليبراليون تهمة تفريخ الإرهاب بمناهج التعليم والمساجد وحلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية. موهمين عامة المسلمين أن من يقف وراء ذلك كله هو ما يسمى بالتيار الديني..مطالبين بإغلاق المراكز الصيفية وتحفيظ القرآن أو رفع يد المختصين في العلم الشرعي عنها وتغيير المناهج الشرعية وتقليصها كماً وكيفاً
ويعلم الليبراليون أن المسلمين عبر تاريخهم يرجعون في تعلم شرع الله وتفسير أحكامه إلى العلماء الشرعيين الثقات، وإن مصدر القوة المواجهة لفكرهم يكمن في قوة حجة العلماء الراسخين في العلم وثقة الناس بهم..فكان لزاماً عليهم أن يعملوا على سحب الثقة القائمة بين العلماء وعامة المسلمين ليسهل تنفيذ مخططهم.

فعمدوا إلى اتهام العلماء بأنهم يمارسون وصاية على الناس.

 وأن المسلمين كالقطيع يتبعون دائماً العلماء. وأن العلماء يحتكرون التفكير والاستنباط من النصوص الشرعية مدعين (أي الليبراليين) إن هذا حق لكل فرد وليس خاص بالعلماء فقط.

أيضاً كانت قضايا المرأة ولا تزال عند الليبراليين المحور الأساس في نشر فكرهم، متلبسين دور المنقذ للمرأة من الظلم وضياع الحقوق متخذين أكثر من وسيلة لإبراز دورهم المزعوم في إنقاذها..

ومن ذلك على سبيل المثال: طعنهم في الحجاب، وادعائهم بأن بقاء المرأة في بيتها تقييد لحريتها، أي أنهم يغلبون جانب العمل الخارجي على الجانب الإنساني للمرأة وهو الاهتمام ببيتها، مع أن الإسلام يوازن بين الجانبين.
وادعى الليبراليون عبر تاريخهم منذ عصر الاستعمار في العالم الإسلامي ويدعون اليوم أن تطبيق الشريعة بشمولية في حياة الناس من أسباب تخلف الأمة الإسلامية، وقتل الإبداع وحرية التفكير. مستشهدين على ذلك بما يحدث في أوروبا من تقدم علمي بعد سقوط كهنوت الكنيسة..ومتصنعين لصراع يطبلون له كل يوم بين العلم الشرعي والعلوم المادية، موهمين الناس أنه لا تقدم في العلوم المادية إلا بتقليص العلوم الشرعية، مدعين أن العقل يجب أن يكون وصياً على الدين، يأخذ منه ما يوافقه ويفهمه ويترك ما سوى ذلك، محتجين بأن الدين همش أهمية العقل..ويأتي هذا التوجه انسجاماً مع قواعد الليبرالية التي تهتم بالماديات وتعطيها الأولوية في حياة الإنسان، وتهمل بالمقابل الجانب الروحي الداخلي المتمثل بالدين.

الرأسمالية:


يشير مصطلح الرأسمالية بشكل عام إلى نظام اقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكية خاصة أو مملوكة لشركات تعمل بهدف الربح، وحيث يكون التوزيع، الإنتاج وتحديد الأسعار محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب.

بحسب الحتمية التاريخية بحسب ماركس، فإن الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي والنقلة النوعية في وسائل الإنتاج المتخلفة في العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية والتي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات احتكارية تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لاحتلال أراضي الآخرين وتأمين أسواق لتلك الشركات وهذا فيما يعرف بالفترة الاستعمارية، ظلت ذيول هذا الاستعمار على الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقاً حيث مولت هذه الشركات عدة انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات والستينات في دول أمريكا اللاتينية بهدف الحفاظ على هيمنتها على تلك الدول.
تؤمن الأنظمة الرأسمالية بالفكر الليبرالي وهو انتهاج الرأسمالية كاقتصاد والديمقراطية كسياسة، تعتبر المقولة الفرنسية (دعه يعمل دعه يمر) هي الشعار المثالي للرأسمالية التي تعمل على حرية التجارة ونقل البضائع والسلع بين البلدان ودون قيود جمركية.

التأسيس:

كانت أوروبا محكومة بنظام الإمبراطورية الرومانية التي ورثها النظام الإقطاعي:
- لقد ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البورجوازية تالية لمرحلة الإِقطاع ومتداخلة معها.
- تلت مرحلة البورجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج. فلقد ظهرت أولاً الدعوة إلى الحرية وكذلك الدعوة إلى إنشاء القوميات اللادينية والدعوة إلى تقليص ظل البابا الروحي.
- ظهر المذهب الحر (الطبيعي) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا حيث ظهر الطبيعيون.

من أشهر دعاة هذا المذهب:

- فرانسوا كيزني (1694م- 1778م) ولد في فرساي بفرنسا، وعمل طبيباً في بلاط لويس الخامس عشر, لكنه اهتم بالاقتصاد وأسس المذهب الطبيعي, نشر في سنة (1756م) مقالين عن الفلاحين وعن الجنوب، ثم أصدر في سنة (1758م) الجدول الاقتصادي وشبَّه فيه تداول المال داخل الجماعة بالدورة الدموية.

- جون لوك (1632-1704م) صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإِنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة".
- ظهر بعد ذلك المذهب الكلاسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من المفكرين الذين من أبرزهم:


 - آدم سميث (1723-1790م) وهو أشهر الكلاسيكيين على الإِطلاق، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلندا، وفي سنة (1776م) أصدر كتابه (بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم).

- روبرت مالتوس (1766-183م) اقتصادي إنجليزي كلاسيكي متشائم صاحب النظرية المشهورة عن السكان إذ يعتبر أن عدد السكان يزيد وفق متوالية هندسية بينما يزيد الإِنتاج الزراعي وفق متوالية حسابية كما سيؤدي حتماً إلى نقص الغذاء والسكن.

- اللورد كينز (1946-1883م) صاحب النظرية التي عرفت باسمه (الكينزية) والتي تدور حول البطالة والتشغيل. وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه (النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود) الذي نشره سنة 1936م.

- دافيد هيوم (1711-1776م) صاحب نظرية النفعية التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن "الملكية الخاصة تقليد اتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم".

- أدمون برك من المدافعين عن الملكية الخاصة على أساس النظرية التاريخية أو نظرية تقادم الملكية.

أســس الرأسماليــة:

- البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب دون ضوابط.
- تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.

- المنافسة والمزاحمة في الأسواق.
- نظام حرية الأسعار وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها.

الجــذور الفكرية والعقـائــدية:

- تقوم الرأسمالية في جذورها على شيء من فلسفة الرومان القديمة، يظهر ذلك في رغبتها في امتلاك القوة وبسط النفوذ والسيطرة.

- لقد تطورت متنقلة من الإِقطاع إلى البورجوازية إلى الرأسمالية وخلال ذلك اكتسبت أفكاراً ومبادئ مختلفة تصب في تيار التوجه نحو تعزيز الملكية الفردية والدعوة إلى الحرية المطلقة.

- قامت في الأصل على أفكار المذهب الحر والمذهب الكلاسيكي.

- لا يهم الرأسمالية من القوانين الأخلاقية إلا ما يحقق لها المنفعة ولاسيما الاقتصادية منها على وجه الخصوص.
- كان للأفكار والآراء التي تولدت نتيجة للثورة الصناعية في أوروبا دور بارز في تحديد ملامح الرأسمالية.
- تدعو الرأسمالية إلى الحرية وتتبنى الدفاع عنه، لكن الحرية السياسية تحولت إلى حرية أخلاقية واجتماعية.

مخاطر الرأسمالية:

- الرأسمالية نظام وضعي يقف على قدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظم التي وضعها البشر بعيداً عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإنسان، ومن مخاطرها:

- الأنانية: حيث يتحكم فرد أو أفراد قلائل بالأسواق تحقيقاً لمصالحهم الذاتية دون تقدير لحاجة المجتمع أو احترام للمصلحة العامة.

- الاحتكار: إذ يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق نزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين الضعفاء.

- لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية.

- المزاحمة والمنافسة: إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس الجميع في سبيل إحراز الغلبة، وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إفلاس المصانع والشركات بين عشية وضحاها.

- ابتزاز الأيدي العاملة: ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يُستبدَل به غيره ممن يأخذ أجراً أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل.

- البطالة: وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي، وتكون شديدة البروز إذا كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي العاملة التي تثقل كاهله.


بقلم الأخ الزميل / جوود موون - أبـو حسن

من مجموعة بيت عطاء الخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق